إذا كنت تتصورين أن السعادة والإستقرار والهناءة التي امتن الله تعالى عليك بها في حياتك الزوجية ستستمر طوال الوقت من دون أن تتعرضي لاختبارات ومحن وتحديات حقيقية، فيجدر بك أن تعيدي حساباتك سريعاً، لأن الإدارك المسبق لحجم التحديات المرتقبة التي ستعترض حياتك الزوجية هو المفتاح الأساسي للنجاح في تجاوز هذه المصاعب والنجاح في تلك الاختبارات.
من أهم العوامل التي تساعدك على التغلب على هذه المصاعب والمشكلات التي ستعترض حياتك الزوجية أن تكوني على حذر دائم ومستمر لتفادي محاولات ما يمكن أن يسمى الطرف الثالث لتنغيص معيشتك مع زوجك وإثارة الخلافات وتعميق الجراح.
من هنا يجب أن تتذكري على الدوام أهمية ألا تسمحي بتدخل هذا الطرف الثالث فيما بينك وبين زوجك في حالة وقوع الاختلاف، لأنه مهما كان الشقاق محتدماً بينكما ومهما كانت الجفوة تزداد ومهما كان من الصعب عليكما أن تحتويا بعضكما البعض فلابد أن تؤمنا يقينا أنكما ما لم تكونا قادرين على أن تنهيا أى خلاف يقع بينكما فى فترة قصيرة فإن الزواج الذي يستمر بناء على ترميم يقوم به طرف ثالث هو زواج هش ومعرض للإنهيار الكامل في كل لحظة.
تذكري كزوجة أن المناقشة الهادئة بينكما لا تؤدى إلى الشجار مهما إختلفت وجهات النظر، ولكن إذا فقد أحدكما السيطرة على أعصابه ورد بأسلوب يتسم بالعنف فحينئذ تبدأ المشكلة الخطيرة.
بناء على ذلك لابد أن تستحضري على الدوام أن أول قاعدة أو مبدأ لتفادي إندلاع المعارك هو عدم الرد بعنف والتمسك بالعقلانية والمنطقية في الحوار، لضمان عدم قول أي كلمات جارحة أو اتخاذ ردود أفعال متسرعة، وكزوجة ذكية ستعلمين أن أمضى وسيلة لحرمان أي طرف ثالث من التدخل فيما بينكما يكمن في تقديم مشاعر زوجك على إحساسك، والتزام الهدوء والحكمة حتى ينتهي الخلاف بسلام.
وحتى لا يكون هناك مجال لتدخل الطرف الثالث إحذري من توجيه الإنتقادات الدائمة لسلوك زوجك، وتوقفي عن الإعتراض على أفكاره وتصرفاته خاصة إذا كان ذلك أمام الناس.
من العوامل الخطيرة التي تدفع الطرف الثالث إلى العبور ببساطة إلى قلب علاقتكما الزوجية، أن تتصوري ولو داخل نفسك أنك أكثر ذكاء من زوجك أو أكثر معرفة وإدراكاً، فهذا التصور الذي تمتلكينه في أعماقك سيدفع زوجك إلى البحث عن أطراف خارجية ليكشف عن مدى تسلطك وغرورك.
الطرف الثالث قد يكون متسللاً إلى داخل حياتك الزوجية من خلال قدرته على مشاركة زوجك الكثير من هواياته وإهتماماته، ويكون هذا الأمر هو المدخل المؤثر الذي يعينه على التطفل على حياتكما الزوجية، ومن ثم يجدر بك أن تكوني صديقة حقيقية لزوجك تشاركينه إهتماماته وميوله ولا تدعين فرصة لظهور الطرف الثالث الذي ربما ينقض على حياتك الزوجية لتفجيرها بالكامل.
لا تجعلي راحة زوجك في المنزل مرتبطة بالخلافات التي يمكن أن تنشب بينكما، لأن هذا سيدفعه إلى الإبتعاد عن المنزل والوقوع في براثن الطرف الثالث، وإحرصي على أن يكون لدى زوجك يقين كامل في أن حقوقه كزوج رب لهذا المنزل لن تمس مهما كانت درجة الخلاف بينكما فهذا شيء وذلك شيء آخر.
الكاتب: أحمد عباس.
المصدر: موقع رسالة المرأة.